رمضان مُبارك، في مطلع كل رمضان هناك رغبة حقيقية عند أغلب الناس للتحسّن، دينيًا على وجه الخصوص، وهذه فطرة صالحة، كلّنا نريد هذا. ما يُعيب هذه الرغبة أنّها تخبو بعد أول عثرة، أو بعد الأيام الأولى المليئة بالحماس. حتّى وان كان الامر كذلك، فشرف المحاولة فضيلة، ومن يُلاحق الصلاح أقرب منه ممّن يجلّس مادحًا لسرعته!
هذه التدوينة قصيرة كتبتها على عُجالة، سأعرضُ عدّة أشياء أنوي أن أطبّقها في هذا الشهر الفضيل، لعلّها تنفعك، لكن ليس هذا هدفي، وليس هدفي أن أُثير إعجابك بخُططي، أُيريدُ ميّتٌ فانٍ إعجاب من هم مثله؟ هدفي الأول من التدوينة هو أن أُشعر نفسي بالإلتزام بما أريد فعله، والباقي نيران غير مقصودة.
لا تنم في رمضان.
هذا المُنطلق، لا تجعل رمضان شهرًا لتغيير جدول النوم، هل أراد الله منك أن تستيقظ عند الخامسة عصرًا لتفطر بعدها بساعتين؟ تأمّل قليلا في هذه الجملة.
ليس هدف الحياة أن نتجنّب المعاناة، إن المشقّات تضيف الى شخصيتنا، غرٌّ ضِلّيل ذلك الذي يحاول ان يتجنّب المشقات، فما بالك بمن يتجنّب المشقات المفروضة؟
أحكم عليك بسوء الحظ أنت الذي لم تُكابد ولم تعاني، لقد خضت حياةً بلا منافسة، لا أحد سيعرف ما أنت قادر على فعله، حتّى أنت. – سينيكا
الأمر المنطقي أن تسهر الى حدٍ لا يقطع فيه السحور نومَك، أما أنا فأفضّل أن يقطعه السحور حتّى، إذا نمتَ قبل السحور، لن تكون حريصًا على ملئ معدتك بالاطعمة والمشروبات في السحور، سيكون همّك أن تُعاود النوم فقط، وإذا كان السحور قريبًا من أذان الفجر، فهذا أفضل، صلِّ ونَم على معدة هادئة. نحن نأكل لنعيش، ولن يُشكّل ذلك الفارق الزائد خطرًا على المعيشة!
أغلق حسابات التواصل
بالله عليّك تخيّل ما سيُنشر في هذا الشهر على مواقع التواصل؟ سينشر شخصًا فارغا كوبًا باردا من الماء ويقول ليس الآن، سينشر أخر مقاطع من برنامج رامز، او يسخر من مسلسل قاسم الملاك الجديد. أتُريد أن تقضي هذا الشهر هكذا مجددًا؟
على الأنستغرام سينشر فلان صورة لعادل أمام مُثقلا بالأكل ويقول هذه حالتي مع الفطور، أو تنشر فُلانة صور الحلويات التي صنعتها مُتفاخرة بمهاراتها في المطبخ. هل تُريد أن تقضي الشهر هكذا مجددًا؟
حتّى المنشورات الدينية، ستجد فلان ينشر شيئا دينيا، ستُعجب به، ستشاركه على صفحتك، لكن هذا لا يكفي، كل الذي حصلت عليه قشور سطحية حول دينك، إذا أردتَ التفقّه في الدين فخذه من محاضرات متعمّقة، لا حكم متناثرة.
أغلق كل هذا، لن يفوتك شيء أبدا.
شاهد شيئا مُفيدًا
المسلسلات سخيفة، خصوصًا العربية منها، لكن هذا هو المتوفّر، لن تدع الأجانب يُنجسّون عليك طهارة هذه الأيام، لكن لماذا تُحيط نفسك بخيارين فقط؟
دع من يُشاهد هذه المسلسلات وشأنه، إبحث لنفسك عن شيء ينفعك في الدنيا والآخرة. سأرشّح لك مصدرين مهمّين.
ستعرف خلال هذه السلسلة كميّة التدليس بإسم العلم في المجتمعات الغربية لطمس كلمة الله من أثاره في الخلق، كنتُ قد نشرتُ مقالًا عن الخِداع الذي يحصل في الأبحاث العلمية، لكن الدكتور أياد -آجره الله- قد أبدع في هذه السلسلة.
أياد ليس عالم دين تقليدي، لن يقول لك “نظرية التطور قديمة ومنقرضة”. بل الرجل سيخوض علميًا مع كل دليل مُدلّس بإسم العِلم، ستلطم أفواه من يتحجّجون بهذه الأضاليل بعد هذه السلسلة.
شرح أصول الكافي – باب التوحيد. آية الله السيد جعفر الشيرازي
هذه المشكلة الثانية قد تواجه آمّة لا إله إلّا الله، ستعرف من هذه السلسلة الأدلة العلمية على الخالق، والأهم من هذا، توقير الخالق عزَّ وجل من التجسيم والتشبيه والتعطيل، لدينا مشكلة حقيقة مع هذا، مشكلة يعاني منها حتّى من يشهد بلا إله الا الله، ستعرف مع هذه السلسلة أن صفات الخالق هي ذات وجوده، وأنّه لا يُشبّه بالبشر، ولا يخضع لما خلقه من الزمان والمكان!
الشرح عظيم، والمصدر عن آل بيت رسول الله (ص) الذين ينصّون في إسناد حديثهم:
إذا حدثت الحديث فلم أسنده فسندي فيه أبي عن جدي عن أبيه عن جده رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عن جبرئيل عن الله عز وجل – محمد بن علي الباقر (ع)
أُرشّح أن تحمّل كتاب التوحيد من أصول الكافي لتقرأ الأحاديث في البداية ثم تستمع الشرح، حمّل الكتاب من هنا كتاب التوحيد اصول الكافي، بالنسبة لي أستمع للشرح على سرعة 1.5x الى 2x لان كلمات السيّد بطيئة فيساعدني هذا على إختصار الوقت، أنت وشأنك، ويا حبذّا لو إستعملتَ قلمًا لتدوين الملاحظات.
إحفظ سورة وإختم ختمة
أحفظ سورة جديدة من القرآن، حتّى لو كانت قصيرة، إستخدمها في الصلاة، ستُعينك على الخشوع. أُحبُّ سورة الطارق جدًا. وإختم القرآن مرّة بتدبّر، هذا خير من سِباق مع أيام رمضان.
لا تنسَ نصيبك من الدُنيا
بالنسبة لي ولمعظم من يقرأون التدوينة، نحن مُطالبون في هذا الشهر بمواد كثيرة وثقيلة تخصّ الكورس الثاني من كُلّية الطب، لا حكمة من إهمال هذا، الفكرة في رمضان أن تُقلل الوقت المُخصّص للدراسة، لكن أن تستغل ذلك الوقت تمامًا! تطبيق هذا بصورة صحيحة سيعود بالنفع أكثر من الأيام العادية، لديك أوقات مخصصة مُحددة، عليك بقتل ذلك الوقت، في الأيام العادية أنت تملك اليوم كُلّه للدراسة، لكن لهذا عيب، أنتَ مُشبَع بالوقت الزائد، والعمل يتمدد ليشغل الوقت المُتاح له!
ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين .